يشهد القلعة الحمراء هذه الأيام حالة من عدم الاستقرار، حيثُ تُحيط الشكوك بمستقبل المدرب عماد النحاس على رأس الجهاز الفني، بعد سلسلة من النتائج المخيبة التي أظهرها الفريق مؤخرًا. و يبدو أن الضغوط المتزايدة عليه قد دفعته لإطلاق تهديدات صريحة لبعض اللاعبين الأساسيين بالجلوس على دكة البدلاء، في محاولة منه لتحفيزهم وتحقيق انطلاقة جديدة.
إنّ تهديد النحاس لنجوم الفريق ليس بالأمر الهيّن، فهو يُشير إلى عمق الأزمة التي يعاني منها الأهلي. فبعد سنوات من الهيمنة، بات الفريق يعاني من تذبذب واضح في الأداء، و يبدو أنّ اللاعبين لم يتحملوا ضغط المسؤولية و توقعات الجماهير العريضة. فهل يكفي هذا التهديد لتغيير الوضع الراهن، أم أن هناك حاجة إلى حلول أعمق وأكثر جذرية؟
من وجهة نظري، يجب على إدارة الأهلي أن تدرس الوضع بعناية. فمن غير الحكمة الاعتماد على التهديدات فقط كوسيلة لتحفيز اللاعبين. فالمطلوب تقييم شامل لأسباب التراجع، بدءًا من الجانب الفني وصولًا إلى الجانب النفسي والمعنوي. ربما يحتاج الفريق إلى تدعيم صفوفه ببعض العناصر الجديدة، أو حتى إعادة النظر في الاستراتيجية العامة للفريق.
إضافة إلى ذلك، يُفترض أن تتولى الإدارة دورًا أكبر في دعم المدرب و اللاعبين، و خلق بيئة عمل إيجابية تساعدهم على التغلب على هذه الفترة الحرجة. فالمسؤولية ليست على عاتق النحاس وحده، بل تقع على جميع العاملين بالفريق، من إدارة إلى لاعبين إلى جماهير. فالتعاون و التكاتف هما أساس النجاح في أي فريق رياضي.
في النهاية، يُشكل مستقبل النحاس مع الأهلي اختبارًا حقيقيًا لإدارة النادي. فهل ستُراهن على الاستمرار مع المدرب وتقديم الدعم اللازم له لتجاوز هذه المرحلة، أم أنّ التغيير هو الحل الوحيد؟ الجواب على هذا السؤال سيحدد مستقبل الفريق في الموسم الحالي و سنوات قادمة. و يبقى الوقت هو الحكم الأخير على فعالية الخطوات التي ستُتخذ.